الله أكبر لنفرح بتمامه
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.. كلمات تنشرح بها الصدور، كلمات تسعد بها القلوب ، كلمات تبتهج بها النفوس، فلنرددها بقلوبنا قبل أن نرددها بشفاهنا..
الحمد لله والشكر لله والثناء لله والتكبير لله والفرح لله والصيام لله والقيام لله والعتق من الله والمغفرة من الله
فلنفرح ولنسعد ولنبتهج .. فإسلامنا إسلام يدعو للفرح ..ديننا دين يدعو للسعادة ..إيماننا إيمان يدعو للابتهاج.
صدق الله العظيم: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه يقول “ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي” [ رواه البخاري ].
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه ” ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” [ رواه الترمذي ].
عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم ” [ رواه مسلم ].
” كان النبي صلى الله عليه وسلم كالرجل من رجالكم ، إلا أنه كان أكرم الناس ، وألين الناس ضحّاكا بسّاما ” [ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص 397 ].
وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم ليعلمنا : ” تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ” [ رواه الترمذي ]، ” إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ” [ رواه مسلم ].
وانظر إلى هذه الابتسامة التي ملكت لبّ هذا الصحابي وأسرت فؤاده ، يقول فضالة بن عمير الليثي: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو يطوف بالكعبة ، وكنت أريد قتله ، فلما اقتربت من الرسول صلى الله عليه وسلم قال لي : أفضالة ؟ قلت : نعم فضالة يا رسول الله ، قال: ماذا كنت تحدث نفسك ؟ قلت : لا شيء ، كنت أذكر الله ، قال : فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لي : استغفر الله ، ثم وضع يده على صدري ، فوالله ما رفعها حتى ما من خلق الله شيء أحب إليّ منه ” [ الإصابة في معرفة الصحابة لابن رجب 8 / 6998 ]..
لقد مات المعصوم صلى الله عليه وسلم وما فتنة ولا مصيبة إلا نزلت به ، فما كدرت حياته ، وما مسحت السرور من تقاسيم وجهه ، لأن البسمة لا تفارق محيّاه ، فهو يبتسم في الشدة والرخاء، من كان هذا حاله في حياته كلها عليه الصلاة والسلام فكيف سيكون حاله في العيد..
كان عليه الصلاة والسلام يلبس أجمل الثياب في العيد. عن الحسن ابن علي رضي الله عنهما ـ قال:
( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجده، وأن نتطيب بأجود ما نجد).
وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ ويأكلهن وتراً ))، وكان يصلي العيدين في أرض فلاة من أجل اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، ووحدة التوجيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى العيد يرجع في غير الطريق الذي خرج فيه).
لينثر بسماته البهية على أكثر عدد ممكن من الناس ولغير ذلك من الحكم، فلنسعد ولنهنأ ولنبسط المحيا فاليوم يوم عيد وفرح وسرور: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ( البقرة: 185).
سياق ولتكبروا الله: صياغ فرح وسعادة.. هذا هو المعنى الإسلامي في العيد، يأتي بعد عبادةٍ، وبعد توفيق الله في أداء العبادة، وبعد أداء العبادة كما أراد الله عزَّ وجل، إذاً هناك شعور بالإنجاز، شعور بالتفوق، بعدئذٍ يأتي العيد ليكون تعبيراً عن نجاح الإنسان في عبادته.
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)..
كيف لا نفرح وقد أكرمنا الله بصلاة التراويح والتهجد في رمضان .. كيف لا نفرح وقد أكرمنا الله بالصيام وتلاوة القرآن والإنفاق في رمضان .. عدم الفرح يكون ممن قرر أن يكون دخول رمضان كخروجه .. عدم الفرح يكون ممن قرر أن لا يكون له نصيب من صلاة وتر أو إطعام مسكين أو تلاوة قرآن بعد رمضان .. عدم الفرح يكون ممن كان يعبد رمضان لا يتعبد إلا في رمضان ..
فليعلم هذا بأن من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد رحل ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ).
من الفرح أنك بار بوالديك تحسن للحي منهما بالعطاء والزيارة وكل ما يطلب ، وتحسن للميت منهما بالدعاء وزيارة من يحبون ويصحبون.. ومن الفرح أنك تصل إخوانك تصل أقاربك تصل أرحامك
فآيات القرآن وأحاديث نبينا صل الله عليه وسلم لها تأثير في قلبك فلقد سمعتها وقرأتها في شهر رمضان: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
عن عائشة_ رضي الله عنها_ قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله).
وعن أنس بن مالك_ رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه).
من الفرح أنك تصفح وتتجاوز عن المسيء: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
كيف تريد أن يعفو الله عنك وأنت لا تريد أن تعفو عن الآخرين!
للفرح ألوان كثيرة، فكلما صنعت معروفا لشخص وأسعدت ذلك الشخص وأدخلت السرور والفرح فلتهنأ بالفرح يوم الوقوف بين يدي الكريم ..لنا إخوانا في الدخل والخارج ينتظرون منا أن نبدل همهم فرحا وغمهم فرحا،بمال أو جاه أو شفاعة أو معروف أو إصلاح أو غير ذلك.
استمعوا وتأملوا في حديث من أوتي جوامع الكلم صل الله عليه وسلم ليبشرنا: ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه..)..
تعليقات
إرسال تعليق