عاصفة الحزم

سفكت الدماء المعصومة في اليمن، ومنعت المساجد، وهدمت، هي وحلق العلم وحلق القرآن والجامعات الإسلامية، وتم استهداف الأئمة والخطباء والدعاة وأهل الرأي من أهل السنة، وتم تهديد أمن الخليج .. فما كان من قيادتنا الحكيمة إلا أن تهب لتعصف بعاصفة الحزم {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر..} فلله الحمد من قبل ومن بعد..

يامهلكاً نفسه في حربه معنا  أكنت تجهل عقبا من تحدانا

الآن أيقنت أن الحرب عادتنا   والخزي عادة من بالحرب لا قانا

إذا ترانا ترى في الحرب فرسانا   والليل إن جن كنا فيه رهبانا

خبا الجهاد فمتنا بعده حقبا   حتى علا صوته فينا فأحيانا

سلوا الزمانَ سلوا الآفاق قاطبة والشرق والغرب والإنسان والجانا

أكن مثلا بني قومي إذا انتفضوا  لقد أقمنا من الوديانِ نيرانا

كلنا سعدنا واستبشرنا قبل البارحة ونحن نسمع صوت رمي جندونا البواسل على الحوثين المعتدين، منطلقين من قوله تعالى {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر..} فلنرفع تحية إجلال واعتزاز إلى جنودنا الجوية الأشاوس، ورجال أمننا المرابطين في الحدود والمتارس ، أن طبتم وطاب جهادكم ودفاعكم وبوركتم ووفقتم وأجرتم إذ سهرتم فنمنا وقمتم فأمِنا وهنيئا لكم قول المصطفى صل الله عليه وسلم {من قاتل في سبيل الله فِواق ناقة وجبت له الجنة}

أحبتي .. لا تصدقون كم وسعتني الفرحة عند اجتماع كلمة المسلمين واجتماع تلك الدول تحت راية التوحيد، فالجمع ليس فقط في دول الخليج بل دول عرب وعجم ،كم كنت متشائما عند تحديد اجتماع جامعة الدول العربية ولكن المفاجئة أن الاجتماع لم يحدث إلا بعد أن افهموا العالم أن القوة الرمي فرموا وسددوا وأبلوا بلاء حسنا ثم اجتمعوا،فلا يفل الحديد إلا الحديد

والسعادة بالنسبة لي كانت أكثر لأنني معلم فعندما تواصلت مع أحد طلابي المتخرجين والذي يرابط في أحد الثغور في بلادنا الحبيبة ، قلت له بشرنا كيف حالكم قال : ابشرك يا أستاذي الأمور طيبة والله سبحانه وفقنا .. نحتاج الدعاء.. نحتاج الدعاء..

اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا سريع الحساب ويا هازم الأحزاب أهزم النصارى واليهود المحاربين للإسلام والمسلمين..

اللهم اهزم الحوثين المعتدين أذناب أعداء دينك وحبيبك وصحبه الكرام ..
اللهم اهزمهم ..
اللهم شتت جمعهم ..
اللهم مكنا باسمك العظيم منهم ..
اللهم زعزهم ..
اللهم اعمي أعينهم عن جنودنا وحدودنا ..
اللهم ابعد أقدامهم الدنسة عن وطئ ارض الحرمين ..
اللهم مكن جنودنا منهم وصغرهم لهم صاغرين مصغرين ..
اللهم انصر جندنا اللهم إنهم موحدين صالحين مصلحين غيورين على حدود الدين ..
اللهم انصر جندنا المرابطين ..
اللهم إنا نبرء من حولنا وقوتنا ونلجئ إلى حولك وقوتك..

يا قوم.. في غزوة تبوك ، قال النبي ﷺ في المعركة : {إن في المدينة أناسًا سبقت سهامهم سهامكم} ، قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : {بدعائهم ..}

فلنلهج بدعاء الله تعالى أن يصلح نياتنا ونيات جنودنا البواسل، وينزل علينا نصره، ويثبت أقدامنا، وينصرنا على القوم المجرمين، فالدعاء سلاح المؤمنين.
ولننبذ كل خلاف بيننا فلا قلتم ولا قلنا ولنقدم جمع الكلمة على كل شيء .

تشاجر فئتان في أحد المساجد في رمضان على صلاة التراويح فمنهم من قال نصليها إحدى عشر ركعة ومنهم من قال عشرين ركعة فدخل أحد العلماء الشيخ البنا رحمه الله فوجدهم متشاجرين وأصواتهم قد علت.. وكلا قد أخذ يبرر لنفسه.. فقالوا: ما هي الفتوى ياشيخ؟ قال: الفتوى تصلون العشاء ثم يغلق المسجد ، قالوا يا شيخ والتراويح قال:التراويح سنة وجمع كلمة المسلمين واجب فيقدم الواجب على السنة.. إنه الفقه يا عباد الله .. فالله الله في جمع كلمتنا يا مسلمين ، ولنسعى في الصلح ما وجدنا إليه سبيلاً، فإن الخلاف والنزاع بيننا سبب فشلنا، وذهاب قوتنا، فلا نكن بنزاعنا سبباً في إضعاف قواتنا، قال تعالى {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}.

ولنسعى لمناصحة من يثير الفتن ويفرق الصف ويلوك في أعراض ولاة الأمر والعلماء والدعاة الذين دأبوا على أطروحات تُفرق ولا تجمع وتثير الفتن،فليستيقظوا وليفهموا أننا جميعاً أمام عدوٍ يتربص بنا جميعاً لا يفرق بين أحد من أهل السنة والجماعة، يريد اجتماعنا ويريد قيمنا، ويريد مقدساتنا .. لا مكان للتنابز المذموم، ولا مجال للسخرية بشيء من الدين وأهله، فالعلماء والأمراء لحمة واحدة، كلهم يهمهم الدين، ويعنيهم أمر البلاد والعباد. وليس من العقل والحكمة فتح جبهات ومحاولة إسقاط قامات.
لا بد أن نساهم جميعاً في التوعية وتعرية أصحاب المذاهب والأفكار المنحرفة والتي تريد أن تسيء للبلاد والقيادة والعلماء ولنا  فبلادنا قامت على التوحيد، ومجتمعنا محبٌ للخير كاره للشر، رافض للعقائد والأفكار التي تخالف هدي الإسلام الصحيح.

ليكن شعارنا وديدننا هذه الأيّام: نصرة جيوشنا ضد الحوثيين المجرمين المفسدين، والسعي في ذلك بكل وسيلة جائزة شرعاً، مأذون بها نظاماً، وعدم الالتفات لغيرها وإن ظنها بعضنا صواباً.

هذه التوعية مسؤولية الآباء والأمهات مع أبنائهم وبناتهم، ومهمة المعلمين والمعلمات مع طلابهم وطالباتهم، ومهمة العلماء، والمفكرين والإعلاميين .. إنها مهمتنا جميعاً في وقت باتت الأخطار تهددنا من كل جانب.

ولنحمد الله تعالى على نعمه، فالنعم بالشكر تدوم، وبالشكر تزيد، قال الله تعالى {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} . {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} {أولم نمكن لهم حرما آمنا }، {أولم يروا أنا جعلنا حرما ءامنا ويتخطف الناس من حولهم}.

فلنهنأ ولنعي جيدا..{ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم * ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين} .

يبين تعالى أنه خالق أفعال العباد ، وأنه المحمود على جميع ما صدر عنهم من خير ؛ لأنه هو الذي وفقهم لذلك وأعانهم ؛ ولهذا قال : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } أي : ليس بحولكم وقوتكم قتلتم أعداءكم : بل هو الذي أظفركم [ بهم ونصركم ] عليهم كما قال تعالى : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون } يعلم – تبارك وتعالى – أن النصر ليس عن كثرة العدد ، ولا بلبس اللأمة والعدد ، وإنما النصر من عند الله تعالى كما قال : {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين}  فلنحسن تفويض أمورنا إلى الله تعالى لا إلى قوتنا وحولنا فضلاً عن قوة غيرنا وحوله فلنحذر ولنعلم أن نجاح الضربات الجوية مبدئيا قد يبعث بالزهو بالقوة والإعجاب بها وهذا سبب من أسباب الهزيمة والواجب تذكير النفس والخلق بأن النصر من الله وحده وقال تعالى : { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين }، قال الله تعالى {وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً}.
وإذا كان لدى أحدنا سرّ لا يحسن نشره فليحتفظ به، ولا يكن همه أن يكون مصدر معلومة، أو جسراً يمرر المعلومات التي لا يحسن بثها، وفي الأثر: {استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع} رواه مسلم.
قد نسمع بعض المخذلين يتحدث ويحلل ويروج لأسباب التخذيل، فلا نلتفت إليه، ولا ننقل قوله، ولنعرض عنه، ولا نشركه في مجالسنا، فالتخذيل من صفات المنافقين، قال تعالى {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأَوْضَعُوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين}.
لنسع جاهدين في بث روح التفاؤل، والحث على النصرة بكل وسيلة شرعية ممكنة، {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض..}..

اللهم ادفع عن بلادنا وبلاد المسلمين كل بلاء، واصرف عن بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأركس أهل الفتنة والزيغ والفساد، واحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها، ووحدة كلمتها على الحق والتوحيد.

 

نريد أن نخرج اليوم بـأمور هي :

  1. أن نلهج بالدعاء.

2- أن نحرص على جمع الكلمة.

3- أن نحمد الله على نعم الأمن ولا نغتر بقوتنا وقوة من تعاون معنا {وما النصر إلا من عند الله}.

4- أن نحافظ على الأسرار.

5- كل واحد منا يحتاج أن تكون له عاصفة حزم مع نفسه.

اللهمَّ يا ربَّ الأربابِ .. ومُسبّبَ الأسبابِ .. وهازمَ الأحزابِ .. اهزم أعداء الإسلام ..
اللهمَّ عليكَ بهم فإنّهم لا يعجزونكَ .. اللهمَّ يا ربّ السمواتِ وما أظّلتْ .. ورب الأرضين وما أقلّتْ
.. ورب الشياطين وما أضلتْ …
اللهمَّ يا من لا تواري منهُ سماءٌ سماءً .. ولا أرضٌ أرضاً .. ولا جبلٌ ما في وعرهِ .. ولا بحرٌ ما في قعرهِ .. يا من لا تُخالطهُ الظنونُ .. ولا يصفهُ الواصفونَ .. ولا تغيّرهُ الحوادثُ ويعلمُ عددَ قطر الأمطار .. وعددَ ورق الأشجار .. وعددَ ما أظلمَ عليهِ الليلُ وأشرقَ عليهِ النّهارُ..

اللهم اهزم الحوثيين المعتدين ومن يدعمهم ..

أهزمهم وزلزلهم اللهم أقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم اللهم شتت شملهم اللهم خالف بين آرائهم..

اللهم اجعل بأسهم بينهم..

اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك يا قوي يا قادر..

اللهم أذل المحاربين للإسلام والمسلمين اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة والقوارع المدمرة والأمراض المتنوعة..

اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين ..

اللهم لا تجعل لهم على مؤمن يدا وعلى المؤمنين سبيلا اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل..

اللهم أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل اللهم خذهم بالصيحة أرسل عليهم حاصبا.. اللهم صب عليهم العذاب صبا..

اللهم أخسف بهم الأرض أنزل عليهم كسفًا من السماء..

اللهم أقلب البحر عليهم نارا والجو شهبا وإعصارا ..

اللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم وأجعل قوتهم عليهم دمارا يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم .
اللهمَّ إنَّ لنا إخوة مُجاهدينَ في الفلوجة وفي كامل العراق ولنا إخوة مجاهدين في فلسطين وفى أفغانستان
وفي الشيشان وفى بورما وفى كشمير وفى كل مكان يُحارب فيه الإسلام .. كُن لهم ناصراً ومُعيناً لهم ….
اللهمَّ هيئ لهم من أمرهم رشداً .. واجمعْ قلوبَهم .. وشتّتْ شمل عدوّهم ..
وأرنا في عدوّهم يوماً أسوداً ….
اللهمَّ اذهب غيظ قلوبِنا وحنقِها عليهم وعلى عدوِّ الدين من الصهاينةِ والملاحدةِ والعلمانيينَ ….
اللهمَّ أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ .. يعِزُّ فيهِ أهلُ الطاعةِ ويذلُّ فيهِ أهلُ المعصية..

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصرة المظلوم

الإحسان