الذنوب التي لم نشعر بها

الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره، من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه، كتب الفلاح لمن أتبعه، وأحتكم إلى شرعه ففاز في الحال والمآل، صلي الله وسلم وبارك عليه وعلى أله وصحبه خير صحب وآل والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، فبتقوى الله تزكى النفوس وتنال الدرجات وارغبوا فيما عنده فبيده الخير وهو بكل شيء قدير، اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء.

أيها الأخوة في الله: جزي الله خيراً كل من صلى وصام، وتلا كتاب ربه وجاد بماله وسارع بتطهير نفسه من الأحقاد ونادى بصوت عالِ اللهم من شتمني أو أذاني أوأساء إلي فهو في حل.

 جزى الله خيراً كل من خطط لليلة القدر تخطيطاً جعله يشتري مستلزمات رمضان والعيد من أكل وشرب ولباس من أجل أن يتفرغ لطاعة الله في شهر الطاعات.

عباد الله : بقي أسبوع على أول ليلة من ليالي رمضان، فلنستثمر مابقي ولنتهئ لما هو آت طمعاً لما عند الله من مغفرة الذنب وعتق الرقاب.

عن عبادة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (أتاكم شهر رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، بنظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم رحمه الله فإن الشقي من حرم رحمة الله) نريد أن يرحمنا الله نعم فنحن نبحث عن ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين وانزل في الأرض جزء واحداً فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها أن تصيبه), نريد أن يعتق الله رقابنا من النار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (ناركم هذه ناركم هذه التي يوقد بنو أدم جزء من سبعين جزءً من حر جهنم، قالوا: والله يارسول الله إن كانت لكافية، قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها فأنذرتكم ناراً تلظي)

نريد ونريد ونريد هل تعلمون ممن نريد كل ذلك نريد كل ذلك ممن غلنا عنه وممن عصيناه نريد كل ذلك ممن خلقنا ورزقنا وأطعمنا وسقانا وربانا ممن عفا وكفا وشفا وعلم وحلم وحكم واغني واقني وأعطي وساد وجاد وهو رفيع العمادن نريد كل ذلك ممن قدرة عظيم ووجه كريم وفضله واسع وجوده شامل، نريد كل ذلك ممن خلق الخلق وتكفل بالرزق وحفظ النفوس وأطلع على السرائر وعلم النيات نريد كل ذلك ممن الأرض جميعاً قبضته والسموات مطويات بيمينه والكون ذرة في ملكه والخليقة فقيرة إليه، نريد منه كل ذلك ونحن لا نشعر مراقبته لنا.

ياقوم : مر عمر رضي الله عنه وأرضاه براعي غنم بطريق المدينة فقال له عمر: بعني شاة من غنمك، قال: الغنم لسيدي وأنا مولاً عنده، قال: إذا سألك عن الشاه فقل أكلها الذئب -يريد أن يختبر إيمانه- قال: لا إله إلا الله، فأين الله، فأين الله، فجلس عمر يبكي ويقول: نعم، أين الله!

فهل سأل كلا منا نفسه: أين الله؟

من نام عن صلاة الفجر ووقت الساعة على وقت العمل أو المدرسة، هل سأل نفسه: أين الله؟

من لم يربي نفسه على التسامح والعفو والغفران هل عرف الله حق معرفته؟

من صعد الطائرة ونادى بإقلاعها أغلق جواله خوفاً على نفسه ومن معه، وإذا دخل إلى بيت من بيوت الله ترك جواله يدق بأعلى صوته، هل سأل نفسه: أين الله؟

من استدان من أخيه المسلم الغني فنظر إلى مال أخيه وقال ماله كثر وأفتي لنفسه بجواز مماطلة أخيه الغني لإرجاع ما ستدانه منه، هل عرف الله حق معرفته؟

من شق على خادمه وسبه وشتمه، هل سأل نفسه أين الله؟

من ظلم كفيله بهروبه منه ليعمل عند غيرة بمال أكثر، هل عرف الله حق معرفته؟

من ظلم جاره مأه بوضع جهاز بداره ليسحب الماء الذي عند جاره, هل سأل نفسه أين الله؟

ومن أذى جارة بوضع سلة المهملات عند بيته أوأذى إخوانه في مكان مزدحم بالسيارات بسد سيارة أخيه، هل عرف الله حق معرفته؟

سبحانك ربنا ما عرفناك حق المعرفة، ولو عرفناك حق المعرفة لعبدناك حق العبادة؛ في المسجد وخارج المسجد.

يارب اهدي حيائر البصائر إلى نروك وأهدي ظلال المناهج إلى صراطك وأهدي الزاغين عن السبيل إلى هداك.

اللهم أزل مساوء الأخلاق عنا  اللهم أزل مساوء الأخلاق عنا  بفجر صادق من النور وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ورد كيد الشيطان بمد من جنود عونك مسومين.

اللهم إجعل مكان اللوعه سلوى وجزاء الحزن سرورا وعند الخوف أمنا.

اللهم أطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان.

اللهم أذهب عنا الحزن وأزل عنا الهم وأطرد من نفوسنا القلق نعوذ بك من الخوف إلا منك ومن الركون إلا إليك ومن التوكل إلا عليك ومن السؤال إلا منك ومن الإستعانه إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير.

أخي الحبيب: يامن ستسقبل رمضان بعد أسبوع هل ستستقبله وانت مصر على هذه المعاصي التي نلقي دائماً بمسؤليتها على غيرك من أكبر مشاكلنا الذنوب والمعاصي وإن الأشد من ذلك أننا نذنب ذنوباً ونحن لا نشعر بأنها ذنوب مازال مفهوم السرقة عندنا مفهوم ضيقاً وقص على ذلك مفهوم الرشوة والنفاق والظلم خاصة وغير ذلك.

اخي الحبيب: النفس تميل إلى شهواتها فإياك تجعلها تراوغ بك ذات اليمين وذات الشمال أصبحنا نستجيب لأوامر أنفسنا في كل شيء نكذب ثم نصدق الكذبة  كانت لصالحنا نظلم ثم نقول اننا نعدل إن كان لهوى انفسنا نرتشي ثم  أن نستشعر مراقبه الله لنا.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: المراقبة هي ثمرة علمه بان الله سبحانه وتعالى رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظه وكل نفس وكل طرفه عين.

ويقول الحسن البصري رحمه الله: عبداً وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر.

لنعد ياعباد الله إلى الله، فإنه إذا أوصدت الأواب أمامنا وأسدلت السدول في وجوهنا فلن ننادي إلا يا الله، إذا بارت الحيل وضاقت السبل وأنتهت الامال وتقطعت الحبال فلن نهتف إلا بسم الله.

وقد ذكرتك والخطوب كوالح

 سود ووجه الدهر أغبر قاطب

 فهتفت بالأسحار باسمك صارخاً

 فإذا محي كل فجر باسم الله

 بسمه تشدو الألسن وتستغيث، وتلهج وتنادي، وبذكره تطمئن القلوب، وتسكن الأرواح، وتهدئ المشاعر، وتبرد الأعصاب، ويستقر اليقين (الله لطيف بعباده).

 الله أحسن الأسماء، أجمل الحروف، وأصدق العبارات، وأثمن الكلمات (هل تعلم له سميا).

الله فإذا الغني والبقاء والقوة والنصرة والعز والقدرة والحكمة لمن الملك اليوم لله الواحد القهار الله فإذا النطف والعناية والقوط والمدد ً والود والإحسان فما بكم من نعمة فمن الله الله ذي الجلال والعظمة والهيبة والجبروت مهما رسمنا في جلالك أحرفا قدسياً تشدو بها الأرواح فلا أنت أعظم والمعاني كلها يارب عند جلالك تنداح ومجمل القول إخوتي أنه حتي ننجح فيما نخططه لرمضان ولليلة القدر لا بد أن نجمع شتات ذنوبنا التي لم نشعر أنها ذنوب لنتوب منها جميعاً جملة وتفصيلاً بتلك التي فيها حق لله والأخرى التي فيها حق للعباد فلن نماطل غني بماله ولم نظلم رئيس أو مرؤوس ولم نخالف الأنظمة ولم نرتشي ولم نسرق ليست المشكلة في خطأنا فقط فالخطأ وارد وإنما العمل الجبار الذي ينتظرنا حقاً هو أن لا نعوذ لمثل الخطاء ثانية يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم  والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلأ عظيماً  يريد الله عن يخفف عنكم، وخلق الإنسان ضعيفاً.

بارك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعني وإياكم إلى هديه والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

محبكم / خالد حسن عبد الكافي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نصرة المظلوم

الإحسان