زيارة الإخوان
نحتاج أن نتعرف على أن هناك أعمال حث عليها الإسلام وفيها من الأجوار ما قد نغفل عنه.. كلنا يسعى لأن يحبه الله وهذا المأمول والمرجو، إذا فتحت باب السيارة وانطلقت لزيارة من لا تريد منه مصلحة إنما جمعكم الحب في الله استمع إلى ما تجنيه..
يقول عليه الصلاة والسلام: (زار رجلٌ أخاً له في الله في قرية، فأرصد الله له ملكاً على مدرجته- يعني في الطريق-، فقال: أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمةٍ تربها؟ -وتربها: يعني تملكها وتستوفيها، تريد أن تحصل منه على شيء- قال: لا، إلا أني أُحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، أن الله أحبك كما أحببته)..
ولا يتوقف الفضل عند هذا الحد بل يصل إلى وجوب محبة الله لك.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ) وجاء أيضاً في حديثٍ آخر: (قال الله تعالى: حُقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، المتحابون فيّ على منابرٍ من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء) [حديثٌ صحيح].
يا لله ولفضله وصل الأمر أن الأنبياء يغبطونك على المنابر من نور التي وهبك الله إياها.
وإن أردت أن تضمن مقعدا في الجنة وتعيش سعيد في الدنيا إلتمس زيارة من تحب.
يقول صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضاً، أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ: أن طبت وطاب ممشاك -هذا دعاءٌ له، بأن يطيب عيشه في الدنيا، وتبوأت من الجنة منزلاً) [رواه الترمذي وغيره]..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن: (ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصديق في الجنة، والمولود في الجنة -عندما يموت صغيراً – والرجل يزور أخاه في الله في ناحية المِصر في الجنة. ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود التي إذا ظُلِمت -حتى وهي مظلومة- قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضاً حتى ترضه)..
والبعض يتصور أن هذه الزيارة ليست إلزامية في ديننا وأقول أحبتي لقد عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحقوق.
حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنها قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن عمرو ! ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ فقلتُ: بلى يا رسول الله! قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإنَّ لعينك عليك حقاً، وإن لزوجك عليكَ حقاً، وإن لزورك عليك حقاً) الزور: هم الزوار، يقول: الزوار لهم حق عليك، وأنت لا يصلح أنك تتفرغ للعبادات تفرغاً يمنعك من أداء حق الزوار.
وأيضا الزيارة لابد أن تكون فيها الملاطفة للصبيان.
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، ويُسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم).
وإذا كان الأموات يتزاورون فما بالك بزيارة الأحياء؟
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الحسن: (إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم).
وختاما لا ننسى وصية الله لنا: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا)
الجيران ثلاثه: جار له حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وجار له حقان حق الجوار وحق الإسلام، وجار له حق الجوار.
برنامج عملي لزيارة الإخوان:
الأول : الزيارة بنية ليس فيها طلب مصلحة مع استشعار الأجر ووضع مواعيد شهرية للزيارات لأن الله ورسوله جعلوها من الحقوق الآية: (واعبدوا الله….) الحديث: (وإن لزورك عليك حقا).
ثانيا : المداومة والاستمرار على الأعمال الصالحة (ولا تكونوا..)…
ومن تلك العبادات:
كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:”من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر” [رواه مسلم] يعني: صيام سنة كاملة.
تعليقات
إرسال تعليق